صاحبة السمو الملكي الأميرة سميّة بنت الحسن

ولدت صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن، الابنة الثانية لصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال والأميرة ثروت الحسن، في عمان في 14 مايو أيار 1971. وبعد أن أنهت دراستها الابتدائية في الأردن، حضرت الأميرة سمية مدرسة شيربورن للبنات في دورسيت، إنكلترا. وتخرجت في وقت لاحق من معهد كورتولد للفنون، جامعة لندن، بدرجة البكالوريوس (مع مرتبة الشرف) في تاريخ الفن.

ترأست الأميرة سمية مجلس أمناء جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، التي تأسست في عام 1991. وتشارك الأميرة بنشاط في شؤونها اليومية، وتكرس جهودها لتعزيز التزام الجامعة بالتميز في التعليم وجعل الجامعة مركزاً إقليمياً للبحث والتطوير في مجال تكنولوجيا المعلومات. وقد نجحت سموها في إعادة هيكلة الجامعة، مما جعلها تصبح حجر الزاوية في حملة الأردن المستمرة لتصبح مركزاً لتكنولوجيا المعلومات في المنطقة. وفي عام 2003، طلب سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس الجمعية العلمية الملكية، معهد الأبحاث التطبيقية الرائد في الأردن، من سمو الأميرة سمية الانضمام إلى مجلس أمناء الجمعية العلمية الفلكية. وفي عام 2006، أعرب صاحب السمو الملكي الأمير الحسن، في رسالة موجهة إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية، عن ارتياحه لإنجازات الأميرة سمية في تطوير المجلس، واعترافاً بذلك، عينها رئيساً لجمعية الإغاثة والخدمات الاجتماعية في الأول من أكتوبر تشرين الأول من ذلك العام. كما تخدم الأميرة سمية مجلس أمناء عضو المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، وهي هيئة حكومية تقدم المشورة إلى الدولة بشأن قضايا السياسة العامة المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا في الأردن.

ومن خلال مسيرتها وملفها الحافل بالمبادرات، تشارك الأميرة سمية بنشاط في بناء المؤسسات لدعم تنمية رأس المال البشري في الأردن، أكبر مصدر للثروة والازدهار. وهي تدعم بقوة نشر العلم من أجل السلام والازدهار في الأردن وعبر المنطقة. واستنادً إلى تراث البحث والتطبيق في الجمعية العلمية الفلكية، واعتماداً على التعليم على الجودة في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، قامت الأميرة سمية بمهمة دمج أنشطة هذه المنظمات، إلى جانب المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ومركز الملكة رانيا لريادة الأعمال، وذلك من خلال تأسيسها لمدينة الحسن العلمية (EHSC). ولقت تم افتتاح مدينة الحسن العلمية رسمياً من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني في 17 إبريل نيسان عام 2007 بهدف تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية أكبر من خلال الاستثمار الاستراتيجي في التعليم والبحث. وباعتبارها مؤسس مدينة الحسن العلمية، واصلت صاحبة السمو الملكي تقليد بناء المؤسسات الذي بدأه والدها بهدف وضع العلم والتكنولوجيا في خدمة الإنسانية تحت شعار "العلم من أجل السلام".

واستجابة للحاجة إلى جمع معلومات دقيقة لإبلاغ الاستجابات للتحديات المستقبلية، قامت سموها برئاسة الحملة الوطنية للتوعية العامة لقيادة التغيير، وهي مبادرة أردنية تسعى إلى تعزيز فهم ومناقشة العوامل التي تدفع إلى التغيير في المملكة. تم إطلاق المشروع من قبل جلالة الملك في مايو أيار عام 2010 كمبادرة من مدينة الحسن العلمية. وفي إطار توجه الأميرة، حددت الحملة إجراءات للمجتمعات المحلية والحكومة للنظر فيها في مواجهة التحديات في الأردن الحديث. وقد ساعد قادة التغيير على جمع المعرفة من خلال التحليل وورش العمل التي تشمل شريحة واسعة من المجتمع الأردني.

وكان لصاحبة السمو الملكي دوراً أساسياً في فوز الأردن باستضافة المنتدى العلمي العالمي لعام 2017. ويجمع هذا التجمع العلمي الرئيسي الذي يعقد كل سنتين أكثر من 600 من العلماء وصانعي السياسات ويقدم روابط بين العلماء والصناعة والحكومة. كما يقدّم المنتدى فرصةً للعلماء والباحثين الشباب للمشاركة في المناقشات وقيادتها.

واعترافاً بمساهماتها في العلوم والتنمية، تم تعيين سموها كعضو أجنبي في الأكاديمية الوطنية للعلوم السياسية في إسبانيا (RACEF). كما تم تعيينها من قبل المدير العام لليونسكو كعضو مؤسس للهيئة العليا المعنية بتسخير العلم والتكنولوجيا لأغراض التنمية. كما أن سموها عضو مؤسس في المجلس الاستشاري لشبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمراكز التميّز المائية (MENA NWC). وفي ديسمبر كانون الأول عام 2010، دعتها أكاديمية نيويورك للعلوم للانضمام إلى المجلس الاستشاري لمبادرة العالم الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار. كما عملت الأميرة مع الجمعية الملكية (المملكة المتحدة) والأكاديمية الأمريكية للعلوم على مبادرات منها مؤتمر الدبلوماسية العلمية في ويلتون بارك، المملكة المتحدة، الذي عقد تحت رعاية وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث، والذي كانت في سموّها متحدثاً رئيسياً.

واعترافاً بدعمها لتعزيز العلوم والبحوث والتكنولوجيا من أجل الصالح العام، حصلت سموها على العديد من الجوائز المحلية والإقليمية والدولية، بما في ذلك، في نوفمبر تشرين الثاني 2014، جائزة التميز في التغيير الإيجابي من منتدى المفكرين العالميين (GIF) في حفل أقيم في دبي والذي احتفل بالنساء العربيات كصانعات للتغيير. كما حصلت صاحبة السمو الملكي على وسام ألبيرت آينشتاين من أجل الإنجاز المتميز (جامعة أولم، ألمانيا، 2009)، وجائزة لاتسيو بين أوروبا والبحر الأبيض المتوسط ​​(إيطاليا، 2009). في أكتوبر تشرين الأول 2008، كما تمت دعوة صاحبة السمو الملكي إلى أن تصبح عضواً دائماً في مجلس العلوم والتكنولوجيا في منتدى المجتمع (STS) في اليابان، لتصبح أول أردنية حظيت على الكثير من التشريف. كما حصلت صاحبة السمو الملكي على الأوسمة الرسمية من الأردن وهولندا وفرنسا والسودان.

وفي عام 2005، انضمت الأميرة سمية إلى مجلس إدارة مدرسة البكالوريا - عمان وهي الآن عضو فاعل فيه. والجدير بالذكر أن الأميرة سمية هي عالمة آثار مليئة بالشغف، وتتبع نيابةً عن والدها صاحب السمو الملكي الأمير الحسن ومن خلال اهتمامها الشخصي عمل المعهد البريطاني في عمان للبحوث الأثرية ومجلس البحوث البريطانية في منطقة بلاد الشام. وفي الآونة الأخيرة، وبتوجيه من جلالة الملكة رانيا العبد الله، دُعيت الأميرة سمية إلى أن تصبح نائبة لرئيس مجلس أمناء المتحف الوطني الأردني حيث تشرف على تطوير أول متحف وطني في الأردن. كما أن الأميرة هي راعية لمشروع "وادي فينان"، وهو مشروع حفر وتنقيب أثري في جنوب الأردن. ولقد عملت سموّها، في أوقات مختلفة، مع وزارة السياحة والآثار على العديد من المشاريع المتعلقة بحفظ وتطوير وتنمية المواقع الأثرية في الأردن.

الأميرة سمية هي الراعية الفخرية للجمعية الأردنية للحاسبات. وهي أيضاً راعية فخرية لعدة مؤسسات وهيئات خيرية وتتبع عملها عن كثب. وترأس الأميرة أيضاً اتحاد كرة اليد في الأردن، وهي عضو في الاتحاد الدولي لكرة اليد. ويذكر أن الأميرة سمية كانت متزوجة من الوزير السابق معالي السيد ناصر جودة وزير الشؤون الخارجية في الأردن. ولدى صاحية السمو الأميرة سمية ومعالي السيد جوده أربعة أطفال: التوأمين؛ الصبي طارق والفتاة زين الشرف، من مواليد 1994؛ والابن علي المولود في 1996؛ والابنة سكينة من مواليد عام 1998.